خطاب فخامة الرئيس “مسعود پزشکیان” خلال جلسة خطاب القسم الدستوري

“مسعود پزشكيان”، رئيس الجمهورية، في مراسم أداء اليمين في الجلسة العلنية لمجلس الشورى الإسلامي، وبعد الترحيب بالقادة وممثلي الدول الصديقة لإيران من جميع أنحاء العالم، وتوجيه التحية إلى روح مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والشهداء الأعزاء، وخاصة الشهيد القائد سليماني وشهداء الحكومة، الشهيد باهنر، الشهيد رجائي والشهيد رئيسي، اعتبر أنّ وجوده في بيت الشعب وأداء اليمين لتحمل أمانة رئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفقاً للمادة 121 من الدستور لحظةً تاريخية، وذكر: بفضل الله وتدبير قائد الثورة وصوت الشعب الإيراني الذكي، فإن انتخاب الدورة الرابعة عشرة لرئاسة الجمهورية قد فتح فرصة جديدة لإيران والعالم.

وتابع قائلاً: هذه فرصة لتقييم الظروف الحرجة في البلاد وصعوبات حياة الناس، فرصة لسماع صوت جميع أفراد الشعب ورغبتهم في التغيير والتحول. فرصة لخلق الأمل والوحدة لعبور التحديات وفرصة لتصحيح التصرفات السيئة للقوى العالمية تجاه شعب إيران الشجاع.

ووصف پزشكيان حكومته بأنها حكومة وحدة وطنية وأكد: الفرصة التي جاءت من الانتخابات هي ساحة جديدة للتعاون والتآزر الوطني داخل الحكومة، بين الحكومة والمجتمع، وداخل المجتمع نفسه. الحكومة التي ستتحمل المسؤولية التنفيذية بثقة ممثلي مجلس الشورى الإسلامي هي حكومة وحدة وطنية، وهي ملزمة بتأمين حقوق جميع المواطنين الإيرانيين والالتزام بتفضيل المصالح الوطنية على أي شيء آخر.

الدستور هو ميثاقنا الوطني

واعتبر رئيس الجمهورية محور التقارب هو الالتزام بالدستور، ووثيقة الرؤية والسياسات العامة التي وافق عليها القائد الأعلى، وقال: الدستور هو ميثاقنا الوطني، يرسم لنا رؤية مشتركة للمستقبل، ويحدد السياسات العامة كطريقة متفق عليها لتحقيق هذه الرؤية.

وأضاف پزشكيان: ما نحتاجه اليوم هو إعادة قراءة الرؤية وتصميم الحلول بناءً على السياسات العامة لتحقيق الأهداف التي رسمتها وثيقة الرؤية لمجتمع إيران.

وفي سياق آخر، قال پزشكيان بعد قراءة نص وثيقة الرؤية العشرينية: أظهرت الانتخابات الرابعة عشرة أن شعبنا لا يسعى إلا لتحقيق هذه الأهداف، فهل مطلب الشعب بالعدالة، ورفع التمييز، وضمان حياة عادلة وكريمة، وتقدم السلام والهدوء بعيداً عن القلق والإهانة والتدخلات غير القانونية، شيء غير الحقوق المنصوص عليها في الفصل الثالث من الدستور والصفات المنصوص عليها في وثيقة الرؤية؟ إذاً ما هو موضوع خلافنا؟ أليس الالتزام بالقيادة والانضباط العملي مع الدستور هو الجهد المشترك لاحترام هذه المطالب؟

أكد الرئيس: إنّ الوحدة الوطنية تعني التخلي عن الخلافات التي لم تنشأ إلا على أساس الأهواء النفسية، والتعاون من أجل تحقيق هذه الرؤية، فهل طلب الشعب شيئًا آخر في هذه الانتخابات؟

وأشار پزشكيان إلى أن إيران بحاجة إلى التغلب على الظروف المعقدة الحالية والمخاطر المقبلة وفتح سبل التنمية المستدامة، مؤكداً أن العالم يحتاج أيضًا إلى الاستفادة من هذه الفرصة الفريدة لحل المشاكل الإقليمية والعالمية بمشاركة إيران قوية، مسالمة ومشرفة.

وشدد الرئيس على أنه يجب أن ننظر إلى الشعب الإيراني، وخاصة النساء والشباب والأقليات العرقية، كفرص وطنية لا مثيل لها ونعمل على تنميتها. يمكنهم تقديم حلول جديدة لمشاكل البلاد المزمنة. يجب أن نوفر فرصة الحضور والمشاركة لأولئك الذين كانوا في الهامش حتى الآن.

أنا متفائل بشأن المستقبل

وأكد: ستتابع الحكومة الرابعة عشرة تقدم وتنمية شاملة وعادلة لإيران، وتعزيز القدرة الاقتصادية للبلاد وتحسين حياة الناس. إن رفع التمييز وتحقيق العدالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والجنسية أمر ضروري لتحقيق هذا الهدف.

وأشار پزشكيان إلى أن الناس، بغض النظر عن الذوق، العرق، الدين، والجنس، هم محور تطوير البلاد، وأن الحكمة وبعد النظر في الحكم هما أساس تقدم الشعب وارتقائه.

وقال الرئيس: يجب أن نعود إلى الكرامة والشرف واحترام الإنسان، خاصة للشباب، النساء، والفتيات اللواتي أُهِنّ وقُهّرن بسبب التجاهل والإهانة والفرض. نحن في هذا المسار بحاجة إلى دعم ومساعدة جميع أركان الحكومة، وخاصة السلطتين التشريعية والقضائية.

وأضاف پزشكيان: إن الفرصة المتاحة أمامنا هي فرصة للتغيير والإصلاح والاستجابة للضرورات الجديدة. إن السير في طريق رغبات الشعب وتنفيذ الإصلاحات الهيكلية والسلوكية هو في صالح الجميع.

وشدد: في هذا الطريق، الجميع فائز ولا يوجد خاسر.

وقال پزشكيان: أنا متفائل بشأن المستقبل. رغم أن التقارير الفنية تظهر الوضع الحالي للبلاد معقدًا وصعبًا، ونحن جميعًا نرى أن حياة الناس ومعيشتهم تواجه العديد من الصعوبات، لكن الثقة بقوة الله وقدرات إيران وإمكانات الشعب في هذه الأرض تمكننا من التغلب على أي تحد.

وأكد الرئيس: الفهم المشترك، الإرادة الوطنية، والعمل المنسق يفتح الطريق نحو آفاق جديدة.

وقال: إيران بلد آمن، متماسك ومستقر. نحن في قمة العواصف والأعاصير العنيفة في المنطقة، وبعد الحادثة المؤلمة التي أسفرت عن استشهاد الرئيس، أجرينا انتخابات تنافسية تماماً، نظيفة وواعدة، وفي هدوء تام وتفاهم، افتتحنا فصلًا جديدًا في إدارة البلاد.

وتابع پزشكيان: مع دعم الشعب، وبدعم من القائد الأعلى، ومع تحقيق التوافق بين جميع أركان الفصائل السياسية في البلاد، سأدافع بحزم وشرف عن كرامة ومصالح إيران وحقوق الشعب في الساحة الدولية.

وأكد الرئيس: حماية المصالح الوطنية، والدفاع عن أمن الشعب، وتنمية الاقتصاد الوطني، وتحسين جودة حياة الناس ضمن إطار ثلاثة مبادئ هي الكرامة والحكمة والمصلحة، ستكون أهم أهداف السياسة الخارجية لحكومتي.

الأولوية في السياسة الخارجية لحكومتي هي تحسين وتعزيز العلاقات مع الدول المجاورة

وأضاف: لتحقيق هذه الأهداف، سيكون التعامل البناء والمتوازن مع العالم وتحقيق حقوق الشعب على رأس جدول أعمال الحكومة.

وأكد پزشكيان: الأولوية في السياسة الخارجية لحكومتي هي تحسين وتعزيز العلاقات مع الدول المجاورة. لا ينبغي للدول المجاورة أن تبدد مواردها الثمينة في النزاعات والمنافسات المستنزفة.

وأشار الرئيس: حكومتي ستسعى إلى أن تكون المنطقة قوية. منطقة يكون فيها جميع الدول المجاورة قادرة على العمل معًا من أجل التنمية الاقتصادية، والتقدم وتحسين حياة المستقبل. منطقة يتأمن فيها الأمن بيد دولها، ويتم نزع الذرائع من القوى الأجنبية للوجود فيها.

وأضاف: منطقة لا تسمح لقلة من المتطرفين والجامدين الفكريين بجعل حوالي 2 مليار مسلم، محبين للسلام وأحرار التفكير، ضحية لرواية كاذبة عن الإسلاموفوبيا. الإسلام هو دين السلام، ومدعو حقوق الإنسان الذين لديهم تاريخ مليء بالكراهية للأجانب وانتهاك حقوق الناس لا يمكن أن يعتبروا أنفسهم أعلى منزلة من المسلمين، الذين كانوا رمزاً للتسامح ورواد العلم.

تابع الرئيس: أولئك الذين يزودون الأطفال القتلى في غزة بالسلاح، لا يمكنهم إعطاء دروس في الإنسانية والتسامح للآخرين. لا أحد في العالم يقبل أن يتم تشجيع رئيس نظام يقاتل النساء والأطفال ويلقي القنابل عليهم. يبدو أن بعض مدّعي الحضارة يقيمون الحقوق الأساسية للبشر بناءً على لون بشرتهم، لغتهم ودينهم.

وأضاف پزشكيان: نحن أحفاد سعدي، ونتمنى عالماً يؤمن فيه الجميع قولاً وفعلاً بأن “بني آدم أعضاء جسد واحد في الخلق من طينة واحدة”، “إذا اشتكى عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”، “أنت الذي لا تهتم بمصائب الآخرين، لا يليق بك أن تُدعى إنساناً”.

وأكد قائلاً: لا يمكن أن نطلق على أنفسنا اسم إنسان ونظل صامتين أمام هذه الجرائم. نحن نسعى لعالم فيه يتخلص الشعب الفلسطيني الفخور من الاحتلال، الظلم والاستعباد، ولا تبقى أحلام أي طفل فلسطيني مدفونة تحت أنقاض منزله.

حكومتي لن تستسلم أبدًا للغطرسة، الضغط والمعايير المزدوجة

وقال الرئيس: يمكننا أن نحقق معًا هذه الأماني التي هي أماني جميع الأحرار في المنطقة والعالم. حكومتي، من خلال تحقيق التوازن في العلاقات الخارجية، ستتابع المصالح الوطنية واحتياجات السلام والأمن في المنطقة والعالم.

وتابع پزشكيان: نحن نقدر أصدقاء الأيام الصعبة. سنعزز علاقاتنا مع اللاعبين الجدد في الجنوب العالمي. سنسعى للصداقة والمودة مع الجيران الشرقيين والدول الناطقة باللغة الفارسية. وسندعو الدول الغربية لفهم الواقع وإقامة علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والمساواة.

وأضاف: نحن مستعدون لإدارة التوتر مع الحكومات التي لم تفهم بعد شأن ومكانة إيران. أنا أعتبر تطبيع العلاقات الاقتصادية والتجارية مع العالم حقًا مشروعًا لإيران ولن أستسلم حتى تُرفع العقوبات الجائرة.

وأكد الرئيس: حكومتي لن تستسلم أبدًا للغطر

سة، الضغط والمعايير المزدوجة. يجب أن يكون تجربة أكثر من عقدين من المفاوضات مع إيران قد جعلت الحكومات الأطراف في التفاوض تدرك أننا ملتزمون بتعهداتنا وسنظل كذلك، ولكن الشعب، القيادة والنظام السياسي الإيراني لن يرضخوا للضغوط والجشع.

وقال پزشكيان: يجب أن نتحدث مع الشعب الإيراني بلغة الاحترام والتكريم. إيران كانت دائمًا في الجانب الصحيح من التاريخ والإنسانية، وسنبقى على هذا الطريق الذي يقوم على العقائد والمعتقدات الدينية والثقافة والحضارة الإيرانية.

إيران، المنطقة والعالم بحاجة اليوم إلى التضامن، التفاهم والمشاركة

وأضاف: إيران، المنطقة والعالم بحاجة اليوم إلى التضامن، التفاهم والمشاركة. شعار الشعب الإيراني كان دائمًا “راحة العالمين تفسير لهذين المبدأين، مع الأصدقاء التسامح، ومع الأعداء التسامح”.

وقال الرئيس: نحن نسعى إلى السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، والتقدم والازدهار لشعب إيران والمنطقة. فلنتعاون معاً لتقليل مخاوف وشكاوى شعوبنا، وإعادة إيران والمنطقة إلى مكانتها الرفيعة في التاريخ، الحضارة والثقافة المعاصرة.

وأضاف: نحن جميعًا في العالم العاصف اليوم في نفس السفينة. دعونا نقود نظام الحكم بالبوصلة التي تقودنا إلى راحة وتقدم شعوبنا.

واختتم الرئيس بشكر الحضور في المراسم، قائلاً: أشكر بشكل خاص نواب الشعب الذين كان لي الشرف أن أكون بينهم في أربع دورات، وأتوقع تعاونهم. كما أشكر الحكومات الصديقة على حضورها في هذه المراسم وأتمنى أن تتوسع العلاقات بين شعوبنا وحكوماتنا يوماً بعد يوم.

وفي ختام المراسم، أدى پزشكيان اليمين كرئيس للجمهورية الإسلامية الإيرانية في مجلس الشورى الإسلامي، حيث أقسم أن يحمي الإسلام، نظام الجمهورية الإسلامية والدستور.”**

Next Post

تصنيف المنتجات المركزي (CPC) لتصنيف السلع والخدمات

السبت سبتمبر 7 , 2024
يُستخدم تصنيف المنتجات المركزي (CPC) الذي طورته الأمم المتحدة لتصنيف السلع والخدمات. فيما يلي الأقسام العامة لهذا النظام:

کاتب

ابراهیم محمدرضازاده

رایزن بازرگانی ایران در لبنان و رایزن سابق ایران در عراق